بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله وسلم ..
اليوم بس حبيت انشر روايتي هذي بعد تردد كبير مني ..لأنها وبصراحه مابعد تكتمل ..
لكن قلت لازم أوريكم إياها واعرضها بين أديكم..
علشان اشوف تعليقاتكم عليها وآرائكم
فأتمنى من كل قلبي انو تكتبون أرئكم بصراحة تامه ومن دون مجاملات ..لأن المجاملات هي الشي الوحيد إللي
يقهرني..
والحين .. أبخليكم مع البارت الأول ..
الجزء الأول..( اللقاء الأول ..بتأكيد ليس جيداً )
توقف المطر عن الهطول واصبحت صفحات الماء الراكدة منتشرة على الأرض هنا وهناك ..انعكست عليها صورة السماء وما فيها من غيوم فهدد ركودها خطواته اللامباليه ..تلك الخطوات التي تشعر من يراها بعجرفته وغروره ..كان يحمل حقيبته ذات السير الطويل على كتفه ينظر إلى الناس بعينين نظرتهما الاحتقار.. كان شاب في قمة التعجرف .. توقف للحظة أمام تلك الشركة الكبيرة ونظر إلى اللافتة التي كتب عليها بخط ذهبي كبير (شركة رين داني ) ابتسم باستخفاف ودخل للشركة من بوابتها الكبيرة فنظر عن يمينه ليجد مكتباً كبيراً بعض الشيء يجلس خلفه شاب ذو شعراً أشقر لم تتضح ملامح وجهه جيداً لأنه كان منكباً على كتابة شيء ما ..فقال في نفسه: موظف استقبال.. ثم ألتفت عن يساره فوجد أناساً كثر يجلسون على الأرائك المنتشرة في الساحة الكبيرة (صالة الأنتظار) للدور الأول من الشركة ويبدوا عليهم بأنهم ينتظرون لمقابلة أحدهم.. لم يهتم الشاب لكل ذلك فاتجه إلى موظف الاستقبال وقال بتكبر: هيه انت..
رفع موظف الاستقبال رأسه من على تلك الملفات والأوراق لينظر بعينيه الرصاصيتان الفاتحتان إلى من تحدث بهذه الطريقه وبهذه الوقاحه فوجده شاباً ذو شعراً بني داكن وعينان عسليتان داكنتان يلبس بدلة بيضاء عليها خطوط زرقاء فاتحه افقيه وبنطال أسود جينز ضيق فقال باستنكار : أتكلمني؟؟
فأجاب الشاب ذو الشعر البني بتكبر لايختلف عن سابقه : وهل يوجد أحد غيرك هنا؟ أجل أكلمك أنت..! أسمع أريد أن أقابل مديرك الخرف حالاً..
فوضع موظف الاستقبال القلم على المكتب بحنق من كلامه وقال بعصبيه حاول إخفائها : من أنت حتى تكلمني بهذه الطريقة ؟ ثم عليك ان تحترم ألفاظك جيداً وأنت تتكلم عن من هم اكبر منك شأناً ..ثم أشار على الأرائك التي يجلس عليها بعض الأشخاص وقال بنفس العصبيه المكتومه: أذهب واجلس على تلك الأرائك وانتظر كما أولئك الأشخاص منتظرون...ثم انزل رأسه على الأوراق وامسك بالقلم ليكمل عمله لكن لم يدم ذلك طويلاً عندما قاطع الشاب عمله بقوله مستنكراً: انا لست كأولئك الأشخاص يا هذا..فأنا مارك جانـ.... فقاطعه موظف الأستقبال وقد سئم منه قائلاً: لا يهمني من أنت ولا من تكون! أذهب واجلس على الأريكة هناك إن كنت تريد مقابلة المدير..وإن لم يعجبك الأمر أخرج من هنا..ثم دعني أكمل عملي دون أزعاج منك...وبعد كلامه مباشرة رنّ الهاتف الذي يتصل به مع السكرتير فأجابه بهدوء: نعم؟........أجل........ ظل صامتاً لفترة ثم نظر إلى مارك وعيناه متسعتان في ذهول ثم قال متحدثاً عبر الهاتف: أعـ ..ـد الاسم.. ..حسناً.. ثم أغلق الهاتف وهو لايزال ينظر إلى مارك فقال ذاك الأخير باستنكار: لما تنظر إليّ هكذا ؟..
فقال موظف الأستقبال: ما... أسمك؟
فقال مارك بغرور: مارك..مارك ناجاي رين داني..
أصيب الموظف بصدمه ..أيعقل هذا؟... أيعقل أن يكون هذا المتعجرف حفيد السيد رين داني؟ لايصدق..
(ما بــــــــك ؟)
انتبه الشاب على مارك الذي قال كلمته تلك بضيق فوقف وقال وهو يشير إليه بأن يتبعه إلى المصعد : تفضل من هنا حتى نذهب إلى المدير السيد رين داني...
ابتسم مارك في سخريه وغرور وقال: أعرفت من أكون الآن ؟؟ هه يالكم من حمقى أيها الموظفون لا تكترثون للناس وعندما تعرفون بأنهم شخصيات مرموقة ومهمة في المجتمع تظهرون لهم أشد الاحترام..منافقون..
نظر الشاب إلى ذاك الأخير بغضب وكأنه يريد تحطيم رأسه فأخذ يقول في نفسه: علي ان أهدأ وأن اتحمل إهاناته، سأتحمله فقط لأجل السيد رين وحسب ..ثم قال بهدوء وهو يحاول كتم غضبه: هيا نذهب حتى لا نتأخر فالسيد يريدك..
ثم تحرك نحو المصعد ومارك -الذي رسم ابتسامة ساخرة على شفتيه - من خلفه ..ضغط الشاب على الزر ليفتح باب المصعد ودخلا إليه ثم ضغط على الزر مرة أخرى ليصعد بهما إلى الطابق الرابع ..كان طوال الوقت صامتاً ولم ينبس ببنت شفه..يفكر بهذا الغرور الذي يقف بجانبه الان.. ولم يلبثا في المصعد طويلاً عندما وصلا للطابق الرابع فخرج الشاب اولاً ومن خلفه مارك ..اخذا يمشيان في ممر واسع وطويل ،أرضيته رخامية، ويوضع بجانب كل باب مكتب اصيص زهور كبير فأخذ مارك ينظر إلى المكاتب ومافيها من أشخاص وهو يتبع الشاب بغطرسه ..وعندما شعر بأن المسافه التي قطعها ليست بقليله قال بتذمر : كيف لذلك العجوز ان يمشي كل هذه المسافه الطويله؟.. لم أعهده شاباً حتى يمشي هذا القدر من المسافه ..وبعد كلامه الذي قاله مباشرة وقف موظف الأستقبال فجأة أمام مكتب يجلس خلفه شاب ذو شعر أسود ويبدو عليه بأنه السكرتير الخاص بالمدير فقال موظف الأستقبال بهدوء يمتزج ببعض البرود: سبستيان لقد وصل السيد مارك الذي طلبه المدير ..
وجهه ذاك الأخير نظره إلى مارك الذي يقف خلف موظف الأستقبال ووقف قائلاً: مرحباً بك سيد مارك ..لقد طلب مني المدير ان ادخلك إلى مكتبه فتفضل معي إذا سمحت..
فمشى مارك مع سبستيان إلى حيث مكتب رين بخطوات مغرورة..في حين أخذ الشاب ذو الشعر الأشقر طريق العودة إلى مكتبه في الدور الأول ..
طرق سبستيان باب مكتب المدير ثم فتحه ودخل قائلاً باحترام كبير: سيدي إن الشاب الذي تود مقابلته قد اتى..
المدير: ادخله إذا..
أومأ سبيستيان برأسه إيجاباً ثم اشار على مارك بادخول..ولما دخل للمكتب خرج واغلق الباب خلفه في حين ظل مارك يتطلع للمكتب بهدوء وهو يتجه للأريكة فارتمى عليها حال وصوله إليها ثم ألتفت إلى جده ليقول ذاك الأخير له بابتسامه: هل أعجبك أثاث مكتبي؟؟
فقال مارك بملل: ليس كثير..
رسم رين ابتسامة مصطنعه على شفتيه وقال: أليس هناك شيء يرضي غرورك؟..
فقال مارك و هو يعبث بشعره: ربما لا.. ثم أردف قائلاً: حسناً جدي لماذا طلبت مني أن آتي إلى هنا؟..
فقال الجد بعد أن وضع مرفقيه على سطح المكتب وذقنه على اصابع يديه المتشابكتين: حسناً جيداً بأنك سألت..
عقد مارك حاجبيه بينما أكمل رين قائلاً: أسمعني مارك..بما أنك أنهيت دراستك في الجامعه فما رأيك أن تأتي لتعمل معي هنا ..؟
فرفع مارك حاجبيه باستغراب وقال: أنا أعمل معك هنا يا جدي؟ ..
فأومأ الجد برأسه وقال: أجل مارك ..تعمل معي وهنا..
فقال ذاك الأخير وهو يفرك شعره في حيره: أنا لا أعلم ..
فكور رين قبضة يده وأسند خده عليها قائلاً بابتسامه هادئه: هل يلزمك وقت لتفكر ؟..
فأجاب مارك في تلك اللحظة وقال بابتسامه عريضه: لا.. لا يلزمني وقت لأفكر أبداً ..لأني أتخذت قراري ..
فأبعد رين خده عن قبضة يده وقال بحماس: حقاً؟.. وما هو؟..
فقال مارك وهو يحمل حقيبته على كتفه ويستعد للنهوض من على الأريكه: لست موافق أبداً..
فقال رين با تفاجئ : ماذا؟.. ولما ؟.
فقال مارك وهو يضع يديه في جيب بنطاله: لأني لا أريد ذلك ..لا أحب ان ألتزم بالأعمال والكلام الفارغ..
ولما أراد أن يخرج من المكتب ضرب رين بيده على مكتبه في غضب وقال له بصراخ: توقف في الحال يا مارك..
تجمد ذاك الأخير في مكانه والتفت إلى رين ليكمل قائلاً بغضبه السابق: اسمعني يا مارك ..إن رفضت العمل معي هنا فلن اصرف عليك ابداً..ولن تجد من يصرف عليك وأنت في شقه كبيرة تستلزم من يدفع المال ليبقى الماء والكهرباء فيها ..
كز مارك على أسنانه بغضب وقال في نفسه: أنه يهددني..
فقال رين بعد أن هدأ قليلاً: ماذا قلت؟..
ظل مارك صامتاً لفترة ثم قال وهو ينظر بطرف عينه للجهة اليمنى بغضب: حسناً أنا موافق..سأعمل معك..
ابتسم رين في رضا ثم قال : حسناً تعال واجلس..
فعاد مارك أدراجه وعاود الجلوس على الأريكة التي بجانب مكتب رين ليقول ذاك الأخير بهدوء وحنان: أنا اسف حقاً مارك ..فلم أقصد أن أهددك بعدم الصرف عليك ..لكنك تعلم بأني لن أدوم لك طويلاً..و..ثم صمت قليلاً وأكمل قائلاً: وأنت أعلم مني بوضعك ..أليس كذلك..؟؟
فنظر مارك إليه في سرعة بعد الجملة الأخيرة التي قالها وظل يتطلع في ملامحه ثم أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى وقال بشيء من الحزن والحسرة: أرجوك جدي ..لاتذكرني..أغفل الموضوع قبل فتحه ..
صمت رين قليلاً ثم قال بابتسامه: حسناً قبل أن اعلمك بالعمل الذي ستعمله هنا ..سأعرفك على كل ركن في الشركة ..بما انك لأول مرة تأتي إلى هنا..
تنهد مارك بهدوء ثم قال: لا بأس..
ولما أراد رين النهوض شهق وكأنه تذكر عمل مهم يجب القيام به في أسرع وقت فقال بشيء من التوتر: أممم ..أعذرني مارك ..سأجعل أحد غيري يعرفك على الشركة ..
فقال ذاك الأخير بشيء من الأستغراب: ولما؟..
فقال رين بابتسامه شاحبه: لأني تذكرت بأنه لدي عمل يجب علي انجازه الآن ..لذا سأجعل أوليفان يقوم بهذا العمل بدلا مني...ثم رفع سماعة الهاتف وضرب بعض الأرقام ولم تمضي إلا ثواناً معدودة حتى أجاب ذاك الشاب على اتصال رين..فقال ذاك الأخير: سبيستيان قل لأوليفان أن يأتي إلى مكتبي في الحال، وأمره أن يدخل على الفور..ثم أغلق الهاتف والتفت إلى مارك -الذي عقد حاجبيه وكأن الأمر لم يعجبه- بابتسامه رسمها على شفتيه..
طرق باب المكتب فجأة فقال رين بهدوء: أدخل يا أوليفان..
فدخل ذاك الأخير بعد ان فتح الباب بهدوء وقال باحترام: لقد ارسلت في طلبي يا سيدي فما الأمر..؟؟
وما ان انتهى أوليفان من جملته تلك حتى ألتفت مارك أليه وقد ضيق عينيه في ضيق عند رؤيته، أنه نفس ذاك الشاب ذا الشعر الأشقر( موظف الأستقبال)....فقال رين بابتسامه: أوليفان ..من فضلك اريدك في خدمة صغيره..هلا اخذت مارك في جولة لتعرفه على أركان واقسام الشركة..؟؟
فقال اوليفن وهو ينظر إلى مارك ببرود: بكل تأكيد سيدي ..
وسع رين من ابتسامته وقال: انا حقاً شاكراُ لك على هذه الخدمه...ثم اشار على مارك وقال: هيا يا مارك انهض الان واذهب مع اوليفان ..
فقال مارك وهو يحمل حقيبته على كتفه وينظر إلى أوليفان ببرود اكثر مما ينظر إليه هو به وقال: أجل ..سأفعل ذلك..
عندها أخذ رين ينظر إلى أوليفان ثم يعاود النظر إلى مارك من جديد فعرف من النظرات التي يتبادلانها بأن اللقاء الأول بينهما لم يكن جيداً ..ثم أخذ يقول لأوليفان بابتسامه : هيا يا أوليفان أذهبا ..
فأومأ ذاك الأخير برأسه إيجاباً ثم اشار على مارك بالخروج معه بأدب ففعل مارك ذلك وخرجا مع بعضهما من المكتب...
آرائكم ومن دون مجاملات ..مثل ماتفقنا
:cheers: 
